لماذا الدعاء مُهمًّا في حياتك؟
كلانا أو غالبنا يمرُّ بمصائب وأحزان في حياتنا، لأجل ذلك أوجد الله الدعاء/ التضرّع إليه سبحانه.
إن علاقة الدعاء بالإنسان، مثل علاقة الأب بابنه، كلاهما يحتاج بعضهما، كلاهما عينان في رأس، كلاهما ينتمون لشجرة واحدة، كلاهما من دم واحد، لا بد من أن تتشارك العوالم، عالم الدعاء، وعالم الإنسان، والدعاء صلة بالله، لا بد من صلة الإنسان بخالقه- وله المثل الأعلى- والله غني عن ذلك، وعن صلة العبد بخالقه.
إن مفهوم الدعاء لا يجب أن يُلقّن كمحاضرة مملة دون رغبةً من أحدهم، الدعاء يجب أن يفهمه الفرد المسلم، قبل التعمق به، لأنه غاية في الأهمية.
إذْ أن الإنسان بحاجته كثيرًا، وعلى الأرجح في هذا العصر الحديث، العصر المعلوماتي، الذي فيه شيء من كل شيء.
ولا بد من حماية الشخص لنفسه، والاتصال بالله، ليس بالدعاء فقط، بل كل الواجبات العبادية، التي يجب فعلها.
بل إن الدعاء عالم آخر، حيث الاتصال بالله، وحيث الإيمان بوجوده، وإدراك حضوره، حيث استسلام الروح، والاتصال بخالقها ومُدبّر امرها- سبحانه وتعالى-
كما أن الدعاء مخ العبادة، ليس مخها فقط، بل إدراكها وفهمها هو الدعاء.
قرب الخالق من المخلوق:
الله سبحانه وتعالى قريب من العباد في كل وقت وحين يسمع كلامهم ويستجيب دعائهم لا تلتبس عليه ألسنتهم ولا تختلط عليه لغاتهم ولا ترهقه حاجتهم ولا يشغله أحد عن أحد وصدق سبحانه القائل في محكم التنزيل في سورة البقرة ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ)
ففي الآية دلالة على أن الله تعالى مطلع على عباده، قريب منهم دومًا مجيب لمن دعاه سبحانه في أي وقت كان وفي أي ظرف كان، فمتى دعا الداعي وجد ربنا سبحانه وتعالى قريبًا منه سميعًا له مجيبًا لدعواه فله الحمد عزوجل،
وقد ذكر ابن كثير وغيره من المفسرين في سبب نزول هذه الآية هو أن إعرابيًا جاء فقال: (يا رسول الله صلى الله عليك وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد ففناديه فسكت النبي- صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله تعالى هذه الآية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي)
والمعنى أن الله تعالى قريب من عباده دومًا متى دعوه سمعهم وأجابهم سبحانه وتعالى.
الدعاء وعلاقته بالبوح:
إن الدعاء وعلاقته بالبوح، جانب نفسي آخر، من المهم التعرّف عليه وفهمه، كإرشاد ودلالة للإكثار بالاتصال بالله عزوجل.
إن البوح الذاتي، هو عملية تفريغ ما بداخل الإنسان، من أحاديث وأفكار ومشاعر مؤذية، ويحتاج الإنسان أن يُفرّغ ما بداخله، لأن كلما زاد وقتها في داخلك، زاد تكاثرها ومفعولها، وضررها بالتأكيد.
كما أن الكتمان له ضرر بالغ، من المعلوم في عدم الإفصاح يولد الاضطرابات النفسية والضغوط الداخلية التي قد تكون مزمنة، ولا يعلم الفرد، بأن الكتمان خلّف هذا الكمَّ من الضرر، فالبوح هي عملية أكثر نفعًا للإنسان، لكي يتجنب هذه الاضطرابات، ماذا لو كان البوح لخالقك والاتصال به، وتفريغ ما بداخلك وتوكيل أمورك إليه، لكان أكثر نفعًا وأريحيّة.
المصادر:
أسرار الدعاء- خالد بن محمد عطية
جميييييل
ردحذفموضوع جميل وممتع
ردحذف