العودة إلى حيث البداية
البدايات لها جماليّة خاصّة بها، تجد نفسك وكأنك وِلدت من جديد، لم تصبك شوائب، ولم تخطِ قدماك الأرض، ولم تتحرك، ولم تنصت لهذا العالم الواسع وما به.
دائمًا البدايات لها عالم خاص، يختصُّ بها وما يوجد بها، وما يوجد خلفها وأمامها، ولأن البدايات دائمًا مرتبطة بعالم جديد أو حياة جديدة لنسميها، سواءً بعد علاقة فاشلة أو مشروع في الحياة العملية فشل، فشلاً ذريع أو ما شابه ذلك من خلال تلك الأمثلة التي طرحتها.
الإنسان في كل يوم من أيام حياته، هي بداية جديدة لحياة جديدة، مهما كان اليوم تافهًا أو خاليًا من المعنى إلّا أنه بداية جديدة في حياتك، ويوم من رصيد أيامك، أي أنه ثمين جدًا، ولا يجب أن يُستهان به الإنسان يومًا، لأنه سوف يُخلّف مشاعر متراكمة من الحسرة والخذلان، الذي سوف يصيبه، وبالتأكيد سوف تصبح الحياة والعالم خالية من المعنى، بسبب الهروب من تلك المسؤولية الحياتية الثمينة.
أنا أرى، وتلك مسألة ورؤية شخصيّة تمامًا، الآلام أو العواقب اليوميّة الذي تصيب الإنسان حالة من البلادة التي تصيب الذهن، وحالة من التحطيم الذي هو بداية، لنهاية الإنسان وروحه الثمين للغاية.
هي أحداث يجب الاستفادة منها، مهما كانت ذات حروب طاحنة ومدمرة لبهجة الإنسان، ومدمرة لعالمه الهادئ، الذي يعتبره أمان وملجأ، عن بؤس هذه الحياة.
بمعنى يجب الاستفادة منها، أي أن تجد حلول وخطوات مختلفة عمّا فعلتها مسبقًا، حتى لا تكرر الخطأ مرتين.
سألوا مرة العالم الفيزيائي الشهير البرت اينشتاين، بتعريفه عن الغباء، ذكرَ قائلاً، هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة.
وهذا التعريف، الذي اعتبره قاعدة حياتية من قامة علمية كبيرة، مؤثرة في مجال العلوم الطبيعية.
كما أن هذا التعريف، أراه متكرر بشكل كبير في حياتنا العلمية والعملية، التكرار الذي ليس لغاية ولا معنى، هو تكرار استنقاص من عمرك ومشاعرك.
فالإنسان الذي يكرر الخطأ الذي يقع به دائمًا وينتظر نتيجة مختلفة، تلك نظرة ناقصة في منظوره.
على الإنسان أن يتعلم من أخطاءه، وألا يراها تلك من النواقص، بل من المكملات للأخطاء المرتكبة.
تعليقات
إرسال تعليق