المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

المثابرة طريق النجاح

إن المثابرة في السعي، واليقين الكامل بقدرتك على الوصول، هما مفتاح الثقة بالنفس وبناء الذات. كل خطوة تتقدم بها نحو أهدافك وطموحاتك، هي خطوة تعزز من إيمانك بقدراتك وتدفعك لمزيد من التطوير والتحسين. فالسير في طريق النجاح لا يبدأ من القمة، بل من قرارك بأن تسير رغم كل شيء. ولأنك تسعى لتحقيق حلمك وبلوغ غاياتك، ستواجه الكثير من المثبطات والعقبات، أصوات داخلية وخارجية تحاول أن تثنيك عن طريقك، تهمس لك: “توقف، ليس هنالك قيمة بما تفعله، لن تصل.” وتغريك بالعودة إلى نقطة البداية، فقط لأن النهاية ما زالت غير واضحة.  هذه الأصوات والحوارات الداخلية ستتكرر، خاصة عند كل منعطف أو عثرة، أو عند كل وقوف. ستشعر أحيانًا أن الطريق أصعب مما توقعت. وهو كذلك، طريق الطموح صعب، لكنه مليء بالتجارب التي تصقلك وتعيد تشكيل وعيك. خلال رحلتك، ستواجه أفكارًا لم تكن تؤمن بها من قبل، وستعيش مشاهد تغيّر نظرتك إلى الناس والعالم من حولك. ومع كل محاولة، ستكتشف أن المثابرة ليست مجرد فعل، بل عادة تزرع في داخلك الإصرار والصلابة. المثابرة تولّد العزيمة، والطموح المتجدد هو الوقود الذي يبقيك على الطريق. لا تجعل هدفًا واحدًا هو كل...

حين ترتبنا الفوضى

ليس ترتيب الأشياء هو الوقود للإنجاز والعمل بأكثر مرونة واحترافية، هنالك الفوضى قادرة على الإنجاز، بعض الفوضى تمنحنا الإلهام وتجعلنا نرى زوايا لم نراها من قبل وتوقظ فينا أشياء خامدة، الفوضى هي حالة من الترتيب التي لا تشعر بها ولا ترى نتائجها.  حتى في فوضى المشاعر، قد نمر بأيام لا نعرف الشعور فيها لا نميز بين الفرح والحزن بين القلق والهدوء بين المعنى وعكس ذلك، لكن بعد وضوح المشاعر وكيفية التعامل معها ومعرفتها، ستجد أنها أنضجتك وقدرت على أنن تخرج أجمل ما لديك. وكذلك فوضى الأماكن التي كثير من الكُتّاب والفلاسفة يجدون متعةٌ كبيرة بها فوضى الأوراق والكتب، وكأنها تشبه شخصية ساكنها، تعبر عن شخصيته العبثية التي تحتاج ترتيبًا أكثر من فهمها هذه الشخصية.  إن الكثير من الأفكار العظيمة والإبداعية في العالم، لم تأتِ من ترتيب مسبق وجاهزية عالية، بل أتت من فوضى وأشياء لم يُحسب لها، أوقات عشوائية كلمات عابرة، أحدثت هذه الحداثة في عالمنا. وفي قراءةٍ أخيرة للفيلسوف الشهير فريدريك نيتشه متحدثًا عن الفوضى في كتاباته ومدحها على أنها تخرج النور ما بداخلك وتعزز لديك وضوح الأفكار واستيعابها، أكثر من ال...

ما وراء الألم

 إن الألم، بمفهومه الأوسع، ليس شعورًا نفاخر به أو نعتزّ بوجوده في حياتنا، لكنه واقع لا مفرّ منه، وعلينا أن نحسن التعامل معه. فالألم ليس مجرد اختبار، بل رسالة، وأفضل طريقة للتعامل معه هي أن تأخذ منه ما ينفعك، وتترك ما لا يفيدك. تلك هي القيمة الكبرى التي يحملها: أن تستخرج منه ما وراءه، لا أن تظل غارقًا في سطحه. ليس المطلوب أن نُقدّس الألم أو نُزيّنه، بل أن نتعامل معه على أنه فرصة للتعلّم. علينا أن نأخذ قيمته المضافة على محمل الجد، لا باعتباره قدرًا مفروضًا فحسب، بل باعتباره مرحلة تكشف لنا شيئًا جديدًا عن أنفسنا والعالم من حولنا. الألم حكاية كبرى في كتاب الحياة الذي نعيشه. حكاية مليئة بالتفاصيل الخفية التي لا نراها في لحظات الراحة. من خلال الألم، نكتشف زوايا جديدة من الحياة، نُبصر مشاهد كانت غائبة، ونُصغي لأحاديث لم نكن نعيها. هو يُعلّمنا الصبر، ويُرينا هشاشتنا، ثم يُقوّينا بهدوء. يُجبرنا أن نعيد النظر، أن نُبطئ الخُطى، وأن نعيد ترتيب أولوياتنا. قد لا نُدرك ما يحمله الألم من فائدة في لحظته، لكنه يترك خلفه نضجًا لا يُرى، ووعيًا لا يُشترى، وتجربة لا تُنسى.

جوهر الحب

إنّ الحياة يجب أن تُبنى على أسس الحب، لا ذاك الحب العابر الذي يجيء ويزول، بل الحب العميق، المتأصل، الذي ينعكس على طريقة رؤيتنا للأشياء، ويمنحنا القدرة على الصبر، والتأمل، والاحتواء. فالحب ليس شعورًا سطحيًا، بل هو حالة وعي، وطريقة تفكير، ونمط حياة. حين يسكن الحب في القلب، فإنه يُحسِّن نظرتنا إلى العالم، ويهذب عواطفنا، ويجعلنا أكثر إنصافًا للناس ولأنفسنا. إنه يُزيل الغبش عن العدسة التي نرى بها الحياة، ويكشف لنا تفاصيل الجمال حتى في أكثر المشاهد بساطة. قوة الحب تتجلى حين تُعيد ترتيب أفكارك، فتصبح أكثر رحابة، أكثر عمقًا، وأكثر اتزانًا. الحب الحقيقي لا يُغشّ، ولا يُفتعل، بل يُزرع بصبر، ويُسقى بالمواقف، وينمو في الضوء والظلال معًا. وجوهر الحب هو ذاك الطريق الطويل الجميل، الذي قد لا يكون ممهدًا دائمًا، لكنه دائمًا مليء بالمعاني. يقودك إلى ذاتك، إلى السلام مع الآخرين، إلى إدراك أن الحياة أثمن من أن تُقضى في الجفاف العاطفي أو ضيق الأفق. من يتذوق جوهر الحب يدرك أن الحب ليس فقط للعلاقات العاطفية، بل لكل ما نفعله. نحب حين نعطي بإخلاص، حين نغفر من القلب، حين نحترم الصغير والكبير، حين نزرع أثرًا طيب...