جوهر الحب
إنّ الحياة يجب أن تُبنى على أسس الحب، لا ذاك الحب العابر الذي يجيء ويزول، بل الحب العميق، المتأصل، الذي ينعكس على طريقة رؤيتنا للأشياء، ويمنحنا القدرة على الصبر، والتأمل، والاحتواء. فالحب ليس شعورًا سطحيًا، بل هو حالة وعي، وطريقة تفكير، ونمط حياة. حين يسكن الحب في القلب، فإنه يُحسِّن نظرتنا إلى العالم، ويهذب عواطفنا، ويجعلنا أكثر إنصافًا للناس ولأنفسنا. إنه يُزيل الغبش عن العدسة التي نرى بها الحياة، ويكشف لنا تفاصيل الجمال حتى في أكثر المشاهد بساطة. قوة الحب تتجلى حين تُعيد ترتيب أفكارك، فتصبح أكثر رحابة، أكثر عمقًا، وأكثر اتزانًا. الحب الحقيقي لا يُغشّ، ولا يُفتعل، بل يُزرع بصبر، ويُسقى بالمواقف، وينمو في الضوء والظلال معًا. وجوهر الحب هو ذاك الطريق الطويل الجميل، الذي قد لا يكون ممهدًا دائمًا، لكنه دائمًا مليء بالمعاني. يقودك إلى ذاتك، إلى السلام مع الآخرين، إلى إدراك أن الحياة أثمن من أن تُقضى في الجفاف العاطفي أو ضيق الأفق. من يتذوق جوهر الحب يدرك أن الحب ليس فقط للعلاقات العاطفية، بل لكل ما نفعله. نحب حين نعطي بإخلاص، حين نغفر من القلب، حين نحترم الصغير والكبير، حين نزرع أثرًا طيب...