ما وراء الألم

 إن الألم، بمفهومه الأوسع، ليس شعورًا نفاخر به أو نعتزّ بوجوده في حياتنا، لكنه واقع لا مفرّ منه، وعلينا أن نحسن التعامل معه. فالألم ليس مجرد اختبار، بل رسالة، وأفضل طريقة للتعامل معه هي أن تأخذ منه ما ينفعك، وتترك ما لا يفيدك. تلك هي القيمة الكبرى التي يحملها: أن تستخرج منه ما وراءه، لا أن تظل غارقًا في سطحه.

ليس المطلوب أن نُقدّس الألم أو نُزيّنه، بل أن نتعامل معه على أنه فرصة للتعلّم. علينا أن نأخذ قيمته المضافة على محمل الجد، لا باعتباره قدرًا مفروضًا فحسب، بل باعتباره مرحلة تكشف لنا شيئًا جديدًا عن أنفسنا والعالم من حولنا.

الألم حكاية كبرى في كتاب الحياة الذي نعيشه. حكاية مليئة بالتفاصيل الخفية التي لا نراها في لحظات الراحة. من خلال الألم، نكتشف زوايا جديدة من الحياة، نُبصر مشاهد كانت غائبة، ونُصغي لأحاديث لم نكن نعيها.

هو يُعلّمنا الصبر، ويُرينا هشاشتنا، ثم يُقوّينا بهدوء. يُجبرنا أن نعيد النظر، أن نُبطئ الخُطى، وأن نعيد ترتيب أولوياتنا.

قد لا نُدرك ما يحمله الألم من فائدة في لحظته، لكنه يترك خلفه نضجًا لا يُرى، ووعيًا لا يُشترى، وتجربة لا تُنسى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء العادات

بوصلة الذات

فن التعبير وأداة التواصل