التأمل في أسماء الله وصفاته الحسنى

إن التأمل في أسماء الله وصفاته الحسنى، من السلوكيات التي تقودك إلى معرفة جلَّ وعلا، ومعرفة الغاية التي وِجدتَ من خلالها. 

من عظمة الله سبحانه وتعالى تجد أن لكل اسم، عظمة لوحدها، طمأنينة لوحدها، خوف من الله والذل له جلَّ في علاه لوحدها، لكل اسم تجد أنه عاش في داخلك، أنقذك من مصيبة وبلاء كاد أن يحدث، أنقذك من مرض كاد أن يحدث، أنقذك من معصية كادت أن تُفعل، أنقذك كثير من أمور، كادت أن تفعل، لولا لطف الله والعناية بك.  

عند التمعن في أسماء الله وصفاته الحسنى، وجدت أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا لطف، ولا رحمة، ولا محبةِ ولا مغفرة إلا منه.  

كما أن التأمل بها، ومعرفة مفاهيمها ومقاصدها، تجد أن تلك الأسماء إشارات من الله جلا وعلا، في مصائبك وأحداثك المؤلمة، للصبر والإحتساب، ومعرفة الغاية من كل ما حدث.  

فلا بد من معرفة أسماء الله وصفاته الحسنى، والعمل بها ومعرفتها، ومعرفة الغاية منها، ومعرفة مقاصدها، وتدبرها، وحفظها، وجعلها وسيلة للمغفرة والرحمة، وجعلها أسلوب حياة، تعيش وتعمل من خلالِها.  

لن تبلغ الخشية من الله حتى تعرفه، ولن تعرفه حتى تعيش وتعمل في أسمائه جلا في علاه، إنها تذوق ولذة في معرفة أسمائه سبحانه وتعالى. 

ولن تبلغ حبه حتى تعرفه، فإن الخوف منه وخشيته وحبه، لن تأتي إلا بمعرفته.  

كما إن الإنسان عليه أن يجعلها من واجباته، واجبات معرفته، ومعرفة أسمائه، لأنها وسيلة لجعل الحياة أكثر أمانًا ورضى ويقين. 

فإن على المسلم أن يدعوا بها، أن يدعوا بأسماء الله وصفاته الحسنى لقوله تعالى: : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ 

وهنا يبين أهمية أثرها على الفرد، وأثرها على حياته، ومن قبول الدعاء، الدعاء باسمائه جل في علاه، فإنها من النوافع التي تقربك من الله، وتستجيب دعوتك.  

إن أهميتها لا تقل عن فضلها، ومعرفة مقاصدها ومعانيها، لا تقل عن أثرها، وهذا ما أرشد إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلَّا واحدًا، مَن أحصاها دخَل الجنَّة)) 

ومن خلال قول حبيبنا عليه الصلاة والسلام، وإرشاده لهذا العلم العظيم، ينبغي علينا العمل به.  

كما أن أثرها على الإنسان، حالة من الرقي الملاحظ عليه، وحالة من التهذيب للروح، والأعظم من ذلك والأجمل، هي معرفة الله سبحانه وتعالى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء العادات

فن التعبير وأداة التواصل

بوصلة الذات