حوارات لا تعرف الصمت
الحياة مجموعة من الأحاديث الطويلة التي تقودنا إلى العمق وطرح الأسئلة التي لا تنتهي، قد تكون كلماتنا مع الآخرين، أو حواراتنا الداخلية التي تدور بصوت خافت في عقولنا، هنالك أحاديث عابرة لكنها تبقى بالوجدان والمخيلة مثل غريب لا نتذكر وجهه لكن تبقى كلماته.
الأحاديث هي أساس علاقاتنا ومشاعرنا وحتى على مستوى ذاكرتنا، من خلال الحديث يُبنى ويهدم كل شيء ممكن أن يكون.
قد ينتهي اللقاء ويمرُّ عليه سنوات طويلة لكن تبقى الكلمات حاضرة وكأنها لم تُقل إلا قبل لحظة.
حتى في السؤال مع أنفسنا نحن لأحاديثنا وأحاديثنا لنا، نحن أسرى لها، نسائل الماضي، ونعاتب الحاضر، ونفاوض المستقبل. وهذه الحوارات الداخلية هي التي تُشكل قراراتنا وتُوجّه مساراتنا.
أجمل ما في الأحاديث أنها لا تخضع للنهاية الحقيقية؛ فهي تستمر معنا، تتحوّل وتتجدد. حديث اليوم قد يصبح قصة الغد، وحديث البارحة قد يكون عزاءنا في لحظة صعبة.
إنها الأحاديث التي تُعطي للحياة صوتها، وتجعلها أبعد من مجرد أيام صامتة تمضي.
تعليقات
إرسال تعليق