فن التغيير

من المقاطع التي ألهمتني كانت للمؤثر أحمد الشقيري يقول في معنى كلامه: إن أردت أن تتخلّص من عادةٍ سيئة، اخلق عادةً جيدة في حياتك.

وهذه الجملة البسيطة تختصر فلسفة التغيير كلها.

فالنفس لا تُشفى بالمنع، بل بالبديل.

ولا تنطفئ ظلمةٌ بالرفض، بل بالنور.

ثمة شيء خفيّ في النفس يجعلها لا تطيق الفراغ.

حين تنزع منها عادةً، تبحث فورًا عن شيءٍ يسدّ المساحة التي تُركت فيها.

وكأنّ النفس بيتٌ لا يحتمل الفراغ، لابد أن يُشعل فيه ضوءٌ أو يُفتح فيه باب.

لهذا، لا يكفي أن نقول: أريد أن أتخلّص من هذه العادة، لا بد من أن تفكر ببناء عادة أخرى عكس العادة التي تم التخلص منها، تُبنى مرونة، وفراغٌ يُسد. 

إن الذي يُخلّصك من عادةٍ تُرهقك، هو أن تجد عادةً تُحبّها أكثر، هكذا الإنسان جُبل على التغيير والنفس المُشبعة، الفراغ فاتل ومهلك. 

في نهاية الأمر، التخلّص من العادات السيئة ليس حربًا تُخاض بالسيوف، بل حكاية تُكتب بالقلب. ومن تلك اللحظة، تتبدّل أشياء كثيرة دون صخب، ودون وعود كبيرة. فما أروع أن تتغيّر بهدوء، كأنك تنضج لا أكثر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوصلة الذات

المثابرة طريق النجاح

حين ترتبنا الفوضى