المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2024

في مديح القراءة

يقول جودت سعيد{إن أول كلمة في آخر رسالة هي كلمة" اقرأ" ولم تكن كلمة أخرى من الكلمات الأخلاقية أو العبادية التقليدية، إن النص يدل على الأمر بالقراءة ويعقب الأمر بأن الرب أكرم، فصار هنا اجتماع بين القراءة وكرم الرب، أي أن القراءة وكرم الرب اقترنا في مكان واحد.} هنا يبين جودت سعيد أن كلمة اقرأ، لها دلالة عظيمة ومهمة في أهميّة القراءة، ولم تكن الرسالة تأمر بالأخلاق أو العبادة، بل القراءة وحدها.  لأنها مدخل للأخلاق الحسنة والعبادة، وارتبطت العلاقة بكرم الله، وكرم الله لا ينفد عطاؤه.  أن تكون القراءة جزء من يومك ووقتك، هو ملاذ ومأمن من بؤس هذه الحياة، كما أن القراءة وسيلة لحياة أنت تريدها.  إذْ أن القراءة حالة من التحول في الفهم والمعرفة والرؤية للحياة، لأنها تساعد على فهم الحياة ومفاهيمها، كما تُنمّي وتساعد على تفسيرها ووضوحها لأي فرد، يقرم بطرح في الأسئلة الوجودية، لأنها حالة فطرية في الإنسان أن يسأل في الوجود، ويبحث عن سبب ومعنى للحياة.  كما أن القراءة، الشرط الأول في بناء الإنسان وبناء المجتمعات، لأنها تغادر العالم الذي تسكن فيه والذي يجبرك على المكوث فيه دون مغادرته، ...

لماذا نحب ذواتِنا؟

إن أهميّة حب الذات، لا بد من أن تنبع من أعماق النفس ووجدانها، لأنها تُساعد على بناء النفس وتطويرها، وتساعد أيضًا على اكتشاف النفس، وما بها، وما عليها من مهام دنيوية حياتية.  كما أن تلك الفكرة وإتقانها في تأديتها، تعكس على الفرد من خلالها، والتي تحفّز من قيمة الإنسان وقيمة وجوده، وأثره، وقيمة بناء المعنى الذي سيبنيه في حياته.  تلك المعاني تُساعد علم بناء الإنسان، من خلال الشعور بالقيمة الحسنة التي تتركها النفس بحق نفسها. إن حب الذات لدى العوام في حب ذاتهم، ليست عمليّة ذات جهد عالي وشقاء طويل حتى يصل إلى تلك القناعة في حب نفسه، بل إن حب الذات إن صح التعبير يأتي مع بداية نشأة الإنسان، بمعنى كل حياة إنسان منذ ولادته يأتي تدريجيًا حبه لنفسه، وعدم الضرر لها والسماح بضررها.  تلك فكرة أو شعور يسكن الإنسان منذ ولادته، وذلك ليس فيه ريب أو علامة تدل على أن هنالك إشكالية يجب التعاطي معها، لأنها تلك المشاعر تأتي من الفطرة من بداية الإنسان، منذ ولادته تأتي تلك الفطرة وتأتي من وراها تلك القناعات والمشاعر التي تدعم هذه الفكرة.  إن من العوامل التي تدعوا إلى حب الذات، والتي أراها منتش...

الاتصال بالله

إن عملية الاتصال بالله، هي عملية ذات طابع روحي مؤثر على تنمية الروح إيجابًا، وجعلها متوازنة بين الحواس والمشاعر التي لا تعرف كيف يمكن التعامل معها، أو كيفية خروجها ودخولها، والتعاطي معها. كما أن العملية، هي اتصال بين النفس والخالق، على أثر تراكم في الشعور بين الرضا والطمأنينة، التي بينٍ وآخر، يشعر بها الإنسان، ويزداد من طلبهِ لها، لأنها متلائمة مع النفس، وتبعث له السرور والطمأنينة التي تحفّز من توسّع قوة الإنسان، وجعله متلائمًا مع القضايا الحياتية التي من الممكن أن تثبط عزيمته، وتجعله مستسلمًا لكل مشهد من مشاهد الحياة.  إن الاتصال بالله، تحقّق للإنسان حياة مفعمة بالطمأنينة، والغاية التي يبحث عنها في هذه الحياة، من شعورٍ بالراحة والرضا والتقبّل، بكل ما يليق به، لانها تحفز على الرضا والطمأنينة.  كما أن القرب منه سبحانه وتعالى، شعور باللذة والتوفيق والاستسلام له والخضوع له بكل حواسك، وهذا ما يقوي العبد ويرضيه، عندما توكّل وتسلّم كل حياتك لله سبحانه وتعالى، هذا ما يحدث العبد، لذةً ورضا، وأجرٍ عظيم في الدنيا.  إن الاتصال بالله سبحانه وتعالى والتقرّب منه لا يحدث سوى بالصلاة الم...

مفهوم العزلة

 إن مفهوم العزلة الدارج بين العوام، هي اختلاء النفس بالنفس، دون تدخل أحدهم.  كما أنها حالة من الانعزال الذاتي، بمعنى عدم وجود اتصال مع الناس، غايتها التركيز على النفس، والتركيز على هدف، تم وضعه قبل الشروع في هذه الخلوة.  إن العزلة بمفهومها الدارج بين العوام، هي الانفصال عن الواقع، وما يحدث به من مشاهد وأحداث، من الممكن مغادرتها وعدم التعاطي معها، لأنها مشاهد ثانوية بالنسبة إليك، ولا تُمثّل أهميّة لديك، وعلى الفرد الآخر، غالبًا.  إن الحديث عن العزلة، كمفهوم عالمي، الأصل في الحديث عنه، هو التحدّث عن تجربتك الذاتيّة المستقلة مع العزلة، هذا هو المغزى. وليس المغزى التعاطي مع تجارب العوام في الحديث عنها، من خلالهم، ومن خلال تجاربهم الذاتيّة.  كانت العزلة، ملجأ التائهين، الباحثين عن ذواتهم في هذا العالم الواسع، لكنني لم أجعل هذا الأمر على محمل الادراك والحقيقة، حتى خضت هذه التجربة الأكثر من كونها مجرد مفهوم هامشي يعيش في أذهان العوام ويسكن بها، ويتداولها فيما بينهم، أو ما بينه وبين نفسه.  كما يجب من بين والآخر؛ هو أن تجعلها سلوك في حياتك، بمعنى جعلها عادة سنوية عل...