مدوّنة محسن الفايز

تعد الصحة النفسية من أهم ركائز الحياة السعيدة والمتوازنة، وهي لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.  عندما نتحدث عن الصحة النفسية، فإننا لا نقصد فقط غياب المرض النفسي، بل نعني حالة من الرفاه التي تمكن الفرد من مواجهة تحديات الحياة اليومية، وتحقيق إمكاناته، والعيش حياة مليئة بالمعنى والسعادة. الصحة النفسية هي أكثر من مجرد غياب المرض النفسي، إنها حالة من الرفاهية والمتعة التي تمكن الفرد من مواجهة الصعاب والتحديات اليومية التي تمرُّ وتمضي على كل واحد مِنّا، كما أنها تساعد الإنسان على الاكتشاف، وعلى القدرة في الاكتشاف والإبداع، وتطوير الموهبة وجعلها من ممارسة إلى مهارة يمتلكها.  والتفاعل مع المجتمع والعالم، بطريقة أكثر صحيَّة ومتوازنة.  إن أهمية الصحة النفسية، أهمية ذات مسؤولية كبرى، إن كل منا يحتاج لياقة هذه الصحة، وكيفية تأثيرها وتصدّيها للمشاهد اليومية، وطريقة التفاعل معها. إنها حالة من تحسين الجودة الحياتية، وتحسين العلاقات الإجتماعية، والروابط الأسرية. الصحة النفسية هي جزء أساسي من في الحياة للحفاظ على لياقتنا النفسية، والحفاظ على المرونة التي يجب أن نتحلّى بها لمواجهة التحديات...

 مفهوم الصداقة من المفاهيم، التي لم تأخذ حقها بوصفها الطبيعي المستحق، والتي لم تكن يومًا واضحة لمعظم العوام، كما أن مفهوم الصداقة غالبًا ما يتم التقليل من شأنه، رغم أهميته البالغة في بناء الشخصية وتكوين العلاقات الاجتماعية. بل لم تكن مٌدرجة في الأفكار المهمة في الحياة التي أخذت حقها الطبيعي المستحق لها، كما هو واجب عليها في نشرها في الفضاء الحياتي.  إن معرفة الصداقة وفهمها، كعلاقة من العلاقات التي تؤثر في تكوينك وبناء شخصيتك، وبناء حياتك التي معتاد عليها في تواصلك مع العالم.  ستفهم أن ممارستها واختيار الأساليب الصحيحة في بناء علاقاتك في الصداقة، هو جوهرٌ مهم وضروري للعلاقة الصحيَّة التي تثمر في بناءك وبناء شخصيتك، وكيفية تأثيرها على المستوى البعيد.  إن الصداقات الجيدة، مفيدة على الجانب الصحي الحياتي، إذْ أن الأصدقاء من الوسائل المرفهة للمرء في عتمته وضيقته التي تداهمه في كثير من المرات، كما هم بمثابة داعم نفسي في أوقات الضيق والحاجة، مع نقص الوسائل التي تسرَّع في عملية النسيان والرضا لدى المرء.  إن حالة التعاطي مع الأصدقاء الجيدين، في الإشكالات التي تسكنك ولم تج...

إن بناء العادات من العمليات المعقدة التي يفعلها الإنسان، لأن بناءها ليس مجرد قرار نأخذه، بل هو عملية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل النفسية، التي تداهم كينونة الإنسان، لأنها لم تكن لها حضور مسبقًا من قبل، بناءها مليئة بالتعقيد والألتزام الشاق، الذي لا بدَّ من الاعتياد عليه حتى يكون هنالك عادة، يمكن بناءها وحضورها الدائم.  كما أن فهم هذه الآليات يساعدنا على فهم سبب تمسكنا ببعض العادات وصعوبة التخلص من أخرى، كما يساعدنا على تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لتغيير سلوكنا. عوامل نفسية تؤثر على تكوين العادات:  التعلم الإشراطي:  هو أحد أهم المفاهيم في علم النفس، وهو عملية ربط حدثين أو أكثر ببعضهما البعض، مما يؤدي إلى تكوين استجابات تلقائية تجاه أحد هذه الأحداث. بمعنى آخر، هو تعلمنا لتوقع حدوث شيء ما بناءً على حدوث شيء آخر سبقه. العواطف:  العواطف تلعب دورًا كبيرًا في تكوين العادات. قد نلجأ إلى عادات معينة لتجنب المشاعر السلبية أو للحصول على شعور بالراحة. الإدمان: بعض العادات قد تتحول إلى إدمان، حيث يصبح الشخص مدمنًا على مادة أو سلوك معين، مما يجعل من الصعب التوقف. لماذا يصعب ت...

إن مفهوم كتابة المذكرات اليومية هي من المفاهيم التي تنشأ من خلال ممارسة وعملية الكتابة، وهي من الممارسات اليومية التي يرتبط بها الإنسان ارتباطًا قويًّا وبانتظام عالٍ جدًا.  لأنها تنشأ من خلال الضرورة الإلزامية، وهي عبارة عن تدوين يومي للأحداث، الأفكار، المشاعر، والتجارب الشخصية التي يمر بها الفرد.  تعتبر المذكرات بمثابة تاريخ للإنسان وسجل شخصي يعكس حياة الكاتب وتطورها ومرورها على مر الزمن. إن أهمية كتابة المذكرات اليومية وفوائدها التي يستفاد منها الكاتب أثناء ممارسته هذه العادة اليومية، هي التعبير عن الذات، كما أن كتابة المذكرات وسيلة آمنة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي قد يصعب مشاركتها مع الآخرين، أو مع نفسه مرارًا إلّا من خلال الممارسة يحدث هذا المفهوم.  كما أنها تساعد على تحسين الذاكرة وعلى تذكر الأحداث والأشخاص بشكل أكثر وضوحًا وفهمًا. كما أنها عملية تنظيم للأفكار وتوضيحها.  وتساعدك على فهم الذات بشكل أكثر وأفضل، وكذلك تساعدك على اكتشاف جوانب عديدة في الشخصية.  إن كتابة المذكرات اليومية، تساهم تحسين الصحة النفسية وتساهم في تقليل الشعور بالوحدة والاكتئاب وت...

 عندما نتحدث عن الأمل بالكتابة، فإننا نتحدث عن قوة الكلمات في تشكيل العوالم، وتحريك القلوب، وإشعال شمعة الأمل في الظلام. الكتابة هي أكثر من مجرد حروف مرتبة على ورقة، إنها وسيلة للتعبير عن الذات، للتفكير العميق، وللاكتشاف. لماذا نجد في الكتابة ملجأً للأمل؟ لقد كان حالة التعبير عن المشاعر، حالة من التعقيد الكبير الذي يٌصاب به المرء، وحالة من العجز الذي يثبط عملية التعبير في المشاعر.  حيث أن الكتابة هي عالم للتعبير عن كل ما يجول في خواطرنا، في شتى المشاعر من أفراح وأحزان، وآمال وأحلام.  كما أن اكتشاف الذات، وسريانه، يأتي من خلال الكتابة، يمكنك فهم نفسك، بشكل أعمق وأفضل، وكذلك اكتشاف مواهب وقدرات تسكن بك، ولم يكن هنالك فرصة لاكتشافها سوى بالكتابة.  حيث أن الكتابة حالة من التواصل مع الآخرين، الذي تساعد المرء على فهم الآخرين، وفهم مشاعرهم وتواصلهم، لأن الكتابة وعمليتها تساهم في بناء المجتمعات، من حيث التفاهم والتسامح.   فالكتابة، من العوالم الآمنة التي تجد بها ملاذًا آمنًا، ولن تجد ذلك وتشعر به إلا من خلال الممارسة العميقة الدقيقة، حتى تشعر بلذتها والأمان الذي تعطيك إ...