المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2025

الكتابة في الصحراء

أكتبُ الآن وأنا في جوف الصحراء الباردة ليلاً، المعتدلة نهارًا، المتّزنة بعوالمها.  إن الكتابة في الصحراء، أشبه بالكتابة عن أشياء كنت تعيش بها، وعرفتُ ما معنى أن تكون ملتقطًا لكل الأحداث التي حدثت، والتفاصيل التي رأيتها وعشت بها.  مثل أن تكون مُشبعًا بشيء قد عاش بداخلك، وتسير بها،  فهو وسيلة للهروب من الواقع، وهو أداةُ قوية للمتنفّس والهروب من الأشياء التي تم الاعتياد عليها، مما يجعلك تعيش في المشهد وتسكن به.  إن الكتابة في الصحراء تشبه أن تفتح نافذة على أعماق نفسك، حيث تمتزج أفكارك مع اتساع المكان، وتصبح الكلمات امتدادًا للفراغ الممتلئ حولك. حيث السكون العميق الذي يسكنك والانغماس الممتلئ بك، تصبح أكثر شفافيةً وحريةً كما لم تكن بها من قبل، إنه مكان يسمح للخيال أن يستيقظ ويتحرر.

الإنسان والعمر

إن العمر يُعتبر  أحد أهم المفاهيم التي ترتبط بحياة الإنسان، حيث يشكّل الزمن إطارًا أساسيًا لحياته العملية والعلمية، حيث إن رحلة العمر هي تجربة فريدة مليئة بالتحديات والفرص، ومن خلالها يكتشف الإنسان نفسه والعالم من حوله، ويفهم ما معنى كل هذا.  حيث أن تعامل الناس مع العمر بطرق مختلفة، وكل منا له رؤية ورأي مناقض للطرف الآخر، فالبعض يراه مجرد رقم، في حين يراه آخرون مؤشرًا على ما حققوه أو لم يحققوه، مؤشرًا كذلك على إنجازاته وهل تم تحقيقها أم لا ؟ وهكذا تمضي وتيرة العمر، وفكرة قياسها مع مضيء الوقت وارتباط الإنجازات بالعمر والأرقام.  المهم هو أن العمر الحقيقي ليس بالسنوات التي يعيشها الإنسان، بل بالإنجازات، والتجارب، والعلاقات التي تبني حياته، وهنا تكمن قيمة الفرد فيما بذله من سعيٍ وإنجازٍ وتحقيقٍ للأهداف والمطالب الحسنة، التي ترفع في كثيرٍ من العوامل المشتركة على مستوى الصعيد الديني، والوطني، والمجتمعي، والأسري، وغيره من المنافع العظيمة التي تُترك أثرًا باقيًا نافعًا، حتى بعد رحيله. والأمثلة كثيرة على ذلك.  إن النظر إلى العمر كفرصة للنمو بدلًا من قيود يُضفي على الحياة معنى...

معاني الكمال وطمأنينة القلوب

إن التأمل والتفكّر في أسماء الله وصفاته الحسنى، والتأمل في معانيها وتفسيرها، لهو أمرُ مطلوب على كل مسلم ومبتغى ذا منفوع وغايةُ حميدة يتشبّع بها المرء.  فهي التي تمنحك الفهم الواضح، والقوة الحقيقية، والسكينة التي نطمئن بها، والرحمة التي نتشبّث بها، والتدابير التي تتيسّر بها أمورنا، وهي المفتاح للقرب والوصول إلى الله سبحانه وتعالى. وهي السر المفقود في عالم مليء بالاضطراب. إن تلك الأسماء التي نقرأها ونتدبرها ونعلم معانيها، هي ليست كلمات نتلوها لمجرد القراءة فقط، بل هي معانٍ نفتقدها للعيش في يومنا وحياتنا، عندما نرى العدل في الكون، نتذكر اسم “العدل”، وعندما نستشعر الجمال من حولنا، نتأمل اسم “البديع”. إنها أسماء تجعلنا ندرك أن كل شيء في هذا الوجود مرتبط بالله، وأنه حاضر معنا في كل لحظة. إن أسماء الله الحسنى، ليست مجرد كلماتٍ تُقرأ، بل هي إشاراتٍ سامية تُكشف وتحقق لنا وجود الخالق وكماله وعظمته، هي مرايا تعكس صفات الله وجلاله، وتفتح أمامنا آفاقًا للتأمل في الكون والحياة. كل اسم منها يحمل معنى عميقًا يقربنا من الله، ويزرع في قلوبنا الطمأنينة واليقين. إنما هي قيم تُعاش وتجربة تُشعّ بالنور ف...

الصحة النفسية وأهميتها في حياة الإنسان

إن الصحة النفسية موضوعًا هامًّا في تحقيق التوازن الذاتي، وهي جزءًا أساسيًا في صحة الإنسان التي تحقّق له إتزانه في صحته.  إن تأثيرها في حياتنا، وعلى جودتها التي تؤثر في قدرة كل منا في التكيُّف مع التحديات اليومية التي تواجهنا، والتي نتعاطى معها.  مع الضغوطات الحياتية، أصبح الاهتمام بالصحة النفسية ضرورة ملحّة لتحقيق التوازن النفسي والجسدي. ما هي الصحة النفسية ؟ :  الصحة النفسية هي ذلك الشعور العميق بالسلام الداخلي والتوازن الذي يمنح الإنسان القوة لمواجهة ضغوط الحياة بمرونةٍ عالية.  هي ليست مجرد غياب للمرض، بل هي فن العيش بوعي، والتواصل الإيجابي مع الذات والآخرين، والإحساس بالرضا عن الحياة رغم تحدياتها وصعوباتها.  إنها الشعلة التي تنير طريق الإبداع، والمحرك الخفي الذي يدفعنا لنعيش حياتنا بأقصى طاقتنا، بثقة، وهدوء، وشغف. أهمية الصحة النفسية في حياة الإنسان:  الصحة النفسية تلعب دورًا مهماً في تعزيز الإنتاجية والإبداع، حيث يتمتع الأشخاص ذوو الصحة النفسية الجيدة بقدرة أكبر على التركيز والإبداع ، مما يجعلهم أكثر فعالية في نشاطهم الحياتي.  كما أنها تسهم في بناء...