الكتابة في الصحراء
أكتبُ الآن وأنا في جوف الصحراء الباردة ليلاً، المعتدلة نهارًا، المتّزنة بعوالمها. إن الكتابة في الصحراء، أشبه بالكتابة عن أشياء كنت تعيش بها، وعرفتُ ما معنى أن تكون ملتقطًا لكل الأحداث التي حدثت، والتفاصيل التي رأيتها وعشت بها. مثل أن تكون مُشبعًا بشيء قد عاش بداخلك، وتسير بها، فهو وسيلة للهروب من الواقع، وهو أداةُ قوية للمتنفّس والهروب من الأشياء التي تم الاعتياد عليها، مما يجعلك تعيش في المشهد وتسكن به. إن الكتابة في الصحراء تشبه أن تفتح نافذة على أعماق نفسك، حيث تمتزج أفكارك مع اتساع المكان، وتصبح الكلمات امتدادًا للفراغ الممتلئ حولك. حيث السكون العميق الذي يسكنك والانغماس الممتلئ بك، تصبح أكثر شفافيةً وحريةً كما لم تكن بها من قبل، إنه مكان يسمح للخيال أن يستيقظ ويتحرر.