المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2024

العودة إلى حيث البداية

البدايات لها جماليّة خاصّة بها، تجد نفسك وكأنك وِلدت من جديد، لم تصبك شوائب، ولم تخطِ قدماك الأرض، ولم تتحرك، ولم تنصت لهذا العالم الواسع وما به.  دائمًا البدايات لها عالم خاص، يختصُّ بها وما يوجد بها، وما يوجد خلفها وأمامها، ولأن البدايات دائمًا مرتبطة بعالم جديد أو حياة جديدة لنسميها، سواءً بعد علاقة فاشلة أو مشروع في الحياة العملية فشل، فشلاً ذريع أو ما شابه ذلك من خلال تلك الأمثلة التي طرحتها.  الإنسان في كل يوم من أيام حياته، هي بداية جديدة لحياة جديدة، مهما كان اليوم تافهًا أو خاليًا من المعنى إلّا أنه بداية جديدة في حياتك، ويوم من رصيد أيامك، أي أنه ثمين جدًا، ولا يجب أن يُستهان به الإنسان يومًا، لأنه سوف يُخلّف مشاعر متراكمة من الحسرة والخذلان، الذي سوف يصيبه، وبالتأكيد سوف تصبح الحياة والعالم خالية من المعنى، بسبب الهروب من تلك المسؤولية الحياتية الثمينة.  أنا أرى، وتلك مسألة ورؤية شخصيّة تمامًا، الآلام أو العواقب اليوميّة الذي تصيب الإنسان حالة من البلادة التي تصيب الذهن، وحالة من التحطيم الذي هو بداية، لنهاية الإنسان وروحه الثمين للغاية. هي أحداث يجب الاستفادة ...

كتابة المذكرات اليوميّة

كنت منذ قديم وأنا أمارس العمليّة الكتابيّة في المذكرات اليوميّة والتزاماتها، حيث إنها مهلكة من حيث الالتزام بها، لأنها بالنسبة على مستوى العالم، فأنها مفهوم ومصطلح حداثي بحت، من حيث الممارسة الكتابيّة، ولو أنها كانت شائعة قديمًا بقلّة إلّا أنها لا زالت فكرة أو ممارسة حداثية بحتة.  على الصعيد الشخصي، كانت أكثر علاجًا في الكثير من المشاعر التي تصيب المرء، ولا يعرف كيفيّة التعاطي معها، بشكل أكثر صوابًا.  لأنها أكثر إنصاتًا، في عالم لا ينصت إليك، أكثر إيلامًا واهتمامًا بما يحدث معك، وكأنها علاج نفسي أكثر حضورًا في روح الإنسان.  إلّا إنها، لا زالت حديثة في ممارستها، في هذه الأيام تجاوزت عامًا كاملاً من ممارستها، فالحديث عنها لا يَمل ولا يكبوا، لأنها أحاديث شعوريّة، ماتعة ولذيذة في الحديث عنها.  مع مرور الأيام، ينسى المرء تلك الأحداث السعيدة والحزينة، إلّا أن تدوينها، يجعل من النسيان أمرًا قليل حدوثه، ونادرًا أن يحدث.  فلا بد للمرء أن يدوّن أيامه، وتفاصيلها، وأحداثِها، حتى لا ينساها مع مرور الوقت. لأنها تصبح ذكرى حيّة في ذهنك وروحك ومشاعرك، والذكريات الحيّة، لا يمكن أ...

ضريبة العبقرية

إن حضور مفهوم العبقرية والتعاطي معها بين العوام، كشيءٍ لا يجب أن تهتم به، أو جعله مفهوم هامشي يطلُّ يوميًّا في حياتنا وعلى الصعيد الاجتماعي والعلاقات.  ذلك من الظواهر الحياتيّة العجيبة بكل يقين، أن تصبح العبقرية ظاهرة منتشرة في أنحاء العالم، ويصبح حضورها شيءٍ لا يثير من الدهشة شيء. لذلك العبقري لا يجد نفسه حاضرًا بين العوام، ولا يجد حضوره الإنتاجي في المعرفة حتى بعد رحيله بأعوام طويلة.  تجدهُ يُكتشف ويعملون حفلة ذات صخب عالي، لأثره الثقافي والمعرفي.  العبقرية نادرة وطفيفة في هذا الوقت، مع هذا الإزدحام الكبير الذي يخنق العالم.  الإزدحام المعرفي لا يولّد العبقرية، بل يولّد الإنتاجية. لكنها سلاح في هذه الحياة، قد يكون ضارًّا، وقد يكون عكس ذلك. كما إن العبقريّة مرتبطة بالذكاء، وذلك في التصنيفات الشخصيّة لمستوى العقول على مستوى العالم، فإن العباقرة لهم حضور وعدد قليل على مستوى العالم. هم الأقليّة في هذا العالم الواسع.

ما وراء الأمل

يُعرّف الأمل على أنه شعور عاطفي يسكن الإنسان، ومن خلال ذلك الشعور الذي هو جيّد بحضوره وعالمه، يجعل من الإنسان متفائلاً حيًّا صاحب رؤية حقيقيّة، ينظرُ إلى المستقبل برؤية صائبة، صاحبة باحث عن مستقبل جيّد وذات رؤية حقيقيّة ذا طموح عالي، يناسب أفكاره وشعوره الذي معتكفًا بداخله.  كما أن الأمل وحضوره في روحك وعقلك، لا بد من جعله يمارس نفسه في طوال يومك وأيامك، لأنه بحسب الأبحاث أن له تأثير فعّال على صحتك النفسية والعقلية. فالإنسان يجب عليه أن يتسلّح بسلاح الأمل، وأن ينظر للمستقبل وماضيه وحياته برؤية الأمل وفعاليتها بنفسك وعقلك، وتأثيرها الإيجابي على روحك. لنتعلم ونأخذ شيئًا بسيطًا على استطاعتنا من سيرة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم العطرة، عندما كان الأمل سلاحه في ذلك الوقت، وصبره وعزيمته في نشر الرسالة الإسلامية والشريعة الإلهية، كان مصاحبًا للأمل رغم المصاعب التي كانت محيطه به، ورغم الضغوط الإجتماعية من قومه، إلّا أنه كان مُحتّم على نشر هذه الرسالة، وهذه الروح صاحبة العزم والروح القوي.  كان يرى من خلاله أمله بالله وبقومه أن الله سوف يهدِ قومه، ويتبعونه برسالته رغم المصاعب ...