المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2023

جلد الذات

إن معرفة الإنسان، ومعرفة قيمته وثمنه، بناءً على الغاية التي كُلّف بها، لأصبح الأمر أكثر اهتمامًا وأهميّة للفرد. لأن هنالك أمر كُلّف به، ومن الصواب الاتباع خلف ذلك، حتى تتحقق الغاية بكاملها.  هنالك ظاهرة نفسية، بتُّ أراها بشكلٍ متكرر من العوام، ألا وهي جلد الذات. وما قيل عن جلد الذات هو موت بطيء، وأجد أن تلك الظاهرة، مقارنةً مع الجملة القصيرة، فهي حقًا مناسبة لتلك الظاهرة. إن جلد الذات هو اللوم أو الندم، على الأفعال والسلوكيات والعادات. التي قد تكون نتيجتها سيئة على الشخص نفسه، فينعكس على أثر ذلك، هو الاحباط من الفعل الذي قمت به. فيأتي دور اللوم والندم، وعلى أثر ذلك، تأتي المتاعب النفسية والجسدية.   فالتعب النفسي أكثر حضورًا وفعاليّة، أثناء اللوم والندم الذي يعتريك، لأن تلك متصلة مع الشعور النفسي، وكما نعلم معظمنا، أن أقوى الامراض، هي الامراض النفسية.  كما أن الشريعة الإسلاميَّة قد بيّنت أهميّة تلك الظاهرة، والتي من الواجب التعامل معها دون الدخول بها وتبنّيها. فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم- {فإن لجسدك عليك حقاً}

مرض العصر

 إن الأمراض النفسية والعقلية، أكثر تواجدًا بيننا، كما أننا نجهل التعاطي معها- غالبًا- إلّا أنها تسكننا، وتعيش بيننا، على أنها حالة لا مفرَّ منها.  الكثير من الأحداث اليوميّة، والتي عكس ذلك، إنها تسبّب لنا الحزن الطويل أو الشعور بشعورٍ ما، لفترة أكثر من ذلك، أو لا يستحق أكثر من ذلك، هو أن يعيش معك هذا الشعور. أو التفكير والتوهمات التي ليسَ لها وصول، متاهة لا نهاية لها. مثل دائرة تدور حول نفسها.  بذلك تُسّمى هذه الحالة في علم النفس- بالاضطراب- وعلى قياس ذلك؛ في التفكير، والمشاعر، والتصرفات. هو عدم الاستخدام الصواب، في استعمال كلاًّ من ذلك. كما أن الاكتئاب حالة عصيّة على الفهم، لن تسكن فكرتها، ومشهدها الأكثر انتشارًا، سوى بالتجربة.  فالأمراض النفسيّة على نحوٍ كامل، لم تصل إلى الناس عامة، ولم تصل أهميّتها، وأهميّة التعاطي معها، مثل أي مرض عضوي يصيبك.   فأهميّة كيفية التعامل معه، سبب على الأقل للتخلّص منه، وللخلاص منه تدريجيًّا.  الصحة النفسيّة بمعناها؛ هي القدرة على التوازن بين الذات والآخرين، بين الحياة ومرونة الذات.  فالإنسان المتكيّف، مع كروب الحياة ومص...

وخلق الإنسان ضعيفا

 كانت الآية الكريمة (وخلق الإنسان ضعيفا)  آية تحفز المرء على التأمل والانصات لها، بسبب حقيقتها ووضوحها التي نراها في عالمنا الواقعي اليوم، وتلك دلالة واضحة، على أن صفة الضعف، تسكن الإنسان ولا يمكن له الفرار من تلك الصفة، الذي اعتقادًا منه يمكنه التحرّر من ذلك الاعتقاد. إن الإنسان المعاصر على وجه التحديد، اعتقادًا منه؛ يملؤه القوة والتحكم في الذات والنفس بالشكل الكامل في أمور الحياة.  مع المدارس الفلسفية الحديثة، وعلوم الطاقة، والعلوم الحياتية الحديثة، ترسّخت في ذهن الإنسان هذه النقطة، الذي يظنُّ أن ذلك على محمل الصواب، وتلك مسألة يمكنه الاعتماد عليها، من خلال مدارسة تلك المسائل المعاصرة، والاعتماد عليها في شؤون الحياة، وتطبيقها.  وبلا ريب، سيصدم مع الواقع، والحقيقة التي كانت غائبة عنه، والحاضرة في تلك الوسائل التي اعتقادًا منه أنها حقيقة.  وبالتأكيد، لن يذهب ذلك هباءً منثورًا، ستوّلد تلك الحقائق الصادمة بالنسبة له، اضطرابات نفسية، ستجعله يدرك تلك النصوص وضعفها، وضعف حجتها، توازنًا مع الواقع، وما خلفه، من مشاهد حقيقية غائبة، عن تلك الاعتقادات الخاطئة والهالكة لا ...

في مديح الحياة

ذات مرة سألت سؤالاً لنفسي، عن الدافع والمغزى الذي يجعلك تعيش الحياة، بتقلباتها التي لا نفرّ منها.  بالتأكيد هنالك آمال وطموحات، يخضع المرء للحياة لأجلها، ولأجل تلك الغايات، التي باعتقاده سيحصل عليهم، عند الخضوع لتقلبات الحياة. كما أن هنالك دافع لكل شيء؛ أو غاية، أو رمز لذلك الشيء، سبب ذلك طرحت على نفسي سؤالاً آخر، ما الذي يدفعك إلى الكتابة؟  هنالك الكثير من العمق؛ في عمق السؤال، وعمق الوقت الذي سوف تعتكف في بسبب هذا السؤال، فالتأكيد على ذلك، هي الحياة. ولغزها المثير للغاية.  فكل مهنةً على الأقل، سبب تواصلها، أو وقودها، هي الحياة بالتأكيد. لأن عالم الحياة مليء بالأسرار التي تم العثور عليها وكشفها، أو عكس ذلك ذلك.  إن الحياة بطبيعتها، وتركيبتها معقدة. كما أننا في تصوّرها جميلة للغاية، وفي حقيقتها مؤلمة على الأقل. فلا بد من التعاطي مع هذه الحقيقة، التي قد تكون واضحة للعوام، ويعرف أسرارها الخلاَّبة. هنالك سلوكيات لعيش حياة أكثر لباقة؛ تحسين الفكر، القراءة، ممارسة الشغف. أخيرًا: كما قال الشاعر الكبير محمود درويش مُعلنًا تفاؤله: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.  

شعراء قتلهم شعرهم

 الشعر؛ لم يكن شيئًا عاديًّا، إنها نافذة لرؤية العالم من جانب عاطفي، الجانب الأكثر قوة، لنيل كل شيء. لفهم كل شيء.  إنها نافذة لرؤية العالم بوضوح، من جانب الأقل حضورًا في سبيل الفهم، والأكثر براعة. والأكثر، وضوحاً.  إن الشعر ذو نافذة ثقافيّة، أكثر لباقة في كتابته وإلقاءه.  وفي هذه التدوينة؛ سنُفصّل هذه القضية إلى ثلاثة فصول: (1) الشعراء المقتولون (2) الشعراء المُعاقبون (3) الشعراء المحرّضون على القتل أو العقاب.  الشعراء المقتولون:  ما ظنّك برجل شاعر آذى الله ورسوله، وسعى في الأرض ليفسد فيها.. هل ترى له مصيرًا غير القتل؟ إنه شاعرٌ بلغت به الجرأة وعمى القلب والبصر أنْ حرّض على النبي -صلى الله عليه وسلم- ونفث سمّة في صدور كليمةٍ أعماها الضلال بعد غزوة بدر لتطلب الثأر لقتلاها. وليته توقف عند ذلك الحد، بل تابع مسيرته الشيطانية، فجعل يلوك بشعره أعراض المسلمين، ويشبَّب بنسائهم، ويتعرّض به للنبي- صلى الله عليه وسلم- فما كان من النبي الكريم الذ لم ينتصر لنفسه، بل كان كل همّه وحدة الصف الإسلامي، والحفاظ على كرامة المسلمين؛ أنْ أرسل سريةً إلى ذلك الفاجر العقرب المفسد ل...