المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2025

ذكرى المجد وبداية المسيرة

نستذكر في هذا اليوم التاريخي العظيم الذي مخلد في ذاكرتنا، وهو اليوم الذي يعيد بنا إلى جذور الماضي وبناء المستقبل، يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تاريخية عابرة، بل هو احتفاء بجذور الدولة السعودية وعمقها التاريخي الممتد لأكثر من ثلاثة قرون، والذي يضرب صداها في كل أنحاء العالم منذ نشأتها. ففي 22 فبراير من كل عام، نستذكر بكل فخر اللحظة التي وضع فيها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- اللبنة الأولى لتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م، ليبدأ عهد جديد من الاستقرار والوحدة في قلب الجزيرة العربية، منذ هذا التاريخ والجزيرة العربية يتغيُّر ملامحها في كل يوم، بفضل الله ثم بفضل هذا العملاق اسمه المملكة العربية السعودية.  حيث في هذا اليوم يحمل بين طياته معاني العزيمة والإصرار، التي وجدت في قادتنا وشعبنا الباسل العظيم، حيث لم يكن تأسيس الدولة السعودية مجرد حدث عابر، بل كان انطلاقة لمسيرة طويلة من البناء والتوحيد والإصرار والعزيمة لبناء دولة يشهد فضلها وقوتها كل من في هذا العالم، حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من نهضة وازدهار. إنه يوم نستعيد فيه أمجاد أجدادنا، ونستلهم من تاريخهم دروس القوة والصبر والطم...

مدخل إلى الفلسفة المعاصرة

في البدء الكتاب يتميز بالشمولية والتنوع المتمثل في محاولة كتابة تاريخ الفلسفة المعاصرة منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، ويغوص بتحليل أهم مجالاتها ومباحثها الأساسية، ويُعد كتاب “مدخل إلى الفلسفة المعاصرة” دليلًا موسعًا للتطورات الفكرية التي شهدتها الفلسفة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث، كما يتميز بأسلوبه المنهجي الذي يساعد القارئ على فهم التيارات الفلسفية المعاصرة. حيث في هذا الكتاب، فهو يشرع في قراءة نصوص الفلاسفة وتشريحهم ومناقشة أبرز أفكارهم التي كان لها تأثير في زمننا المعاصر الحديث، فالهدف من الكتاب كما ذكر مؤلفه ليس قراءةً تحليلية مفصلة عن تاريخ الفلسفة المعاصر، بل مدخلا وبوابة للقارئ، حتى يتم استيعاب ما حدث بمادةٍ أكثر سهولة وبراعة من قبل المؤلف، فهو يتميز بأسلوبه في المفردات والمصطلحات وسرديته البسيطة التي لم تخلق مللا ولا كللا.  يسعى الكتاب إلى تقديم رؤية متكاملة عن الفلاسفة والتيارات التي ساهمت في تشكيل الفكر الحديث، مع عرض واضح للأفكار الفلسفية الكبرى ومناقشة نقدية لها،  كما يعتمد على نهج تحليلي وتاريخي، حيث يربط بين التطورات الفلسفية والسياقات...

الحرية والمسؤولية بين الفلسفة والقانون والدين

الحرية مفهوم واسع، تتنازعه الفلسفة والقانون والدين، لكنه ليس مطلقًا، بل مقيد دائمًا بحدود المسؤولية فالفرد لا يعيش في عزلة، بل في مجتمع تحكمه قوانين وأعراف وشرائع.  ومن هنا، تُطرح الكثير من الأسئلة في هذا الشأن: هل الحرية حقٌّ مطلق أم أنها مشروطة بالمسؤولية؟ وهل تقييدها حماية أم استبداد؟  أولًا: الحرية في الفلسفة:  في الفلسفة يُرى أن الحرية هي مسؤولية كعبء على الفرد والمجتمع، وليست فائدة يستفيد منها العوام، حيث يرى الفيلسوف جان بول سارتر أن الإنسان “محكوم بأن يكون حرًّا، بمعنى أن حريته ليست امتيازًا، بل عبء، فهو مسؤول عن كل أفعاله وتصرفاته وسلوكياته بلا أعذار، فهو الذي يُحاكم على ما يصدر منه.  وهذا ما يجعل الحرية في الفلسفة الوجودية مسؤولية مطلقة، حيث لا يمكن للفرد أن يلوم المجتمع أو القدر على قراراته، لأنها تنبع منه، وتلك مسؤولية فرديةٌ بالكامل.  على النقيض، يتحدث الفلاسفة الحتميون عن قيود على حرية الإنسان، كالعوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية، يرى سبينوزا مثلًا أن الحرية الحقيقية ليست في الفعل بلا قيود، بل في فهم الضرورات التي تحكمنا والتصرف وفقها. يطرح إ...

لماذا نكتب ؟ بين البوح والمعنى

إن بعد ممارسة الكتابة ستكتشف أنها ليست مجرد حروف تصطف على الورق، بل إنها امتدادًا للذات، والبحث عن معنى وإيجاد فكرة تطمئنك بهذا الوجود.  إنها صرخة ناعمة في وجه العدم، محاولة بائسة أحيانًا ومتمردة أحيانًا أخرى لفهم العالم أو على الأقل لإعادة تشكيله بما يتناسب مع فوضى أرواحنا.  بفكرةٍ أخرى ربما نكتب لأن الحياة لا تمنحنا فرصة كافية للبوح، أو لأن الأفكار تتكدس في عقولنا كما تتكدس الغبار على الكتب المنسية، نحتاج أن ننفضها، أن نراها تتجسّد أمامنا كي نفهمها، وربما كي نتحرر منها. هناك من يكتب هربًا، كأن الحروف سفينة نجاة من واقع ثقيل، وهناك من يكتب ليقاوم، ليقول للعالم: “أنا هنا، لن تمروا فوقي بصمت”. الكتابة بهذا المعنى ليست مجرد تعبير، بل فعل تمرُّد، محاولة لترتيب الفوضى التي نحملها في دواخلنا، أو الفوضى التي يفرضها الواقع علينا. كثيرًا ما نجد أنفسنا نكتب دون أن ندرك السبب الحقيقي، كأن اللاوعي يدفعنا لسكب ما لا نستطيع قوله علنًا، وكأن الكتابة تمنحنا الفرصة لنعيش اللحظة مرتين، مرة حين تحدث، ومرة حين نعيد خلقها على الورق. الكتابة أيضًا شكل من أشكال الخلود، حين نكتب، فإننا نترك أثرًا، ن...