الإنسان والعمر
إن العمر يُعتبر أحد أهم المفاهيم التي ترتبط بحياة الإنسان، حيث يشكّل الزمن إطارًا أساسيًا لحياته العملية والعلمية، حيث إن رحلة العمر هي تجربة فريدة مليئة بالتحديات والفرص، ومن خلالها يكتشف الإنسان نفسه والعالم من حوله، ويفهم ما معنى كل هذا.
حيث أن تعامل الناس مع العمر بطرق مختلفة، وكل منا له رؤية ورأي مناقض للطرف الآخر، فالبعض يراه مجرد رقم، في حين يراه آخرون مؤشرًا على ما حققوه أو لم يحققوه، مؤشرًا كذلك على إنجازاته وهل تم تحقيقها أم لا ؟ وهكذا تمضي وتيرة العمر، وفكرة قياسها مع مضيء الوقت وارتباط الإنجازات بالعمر والأرقام.
المهم هو أن العمر الحقيقي ليس بالسنوات التي يعيشها الإنسان، بل بالإنجازات، والتجارب، والعلاقات التي تبني حياته، وهنا تكمن قيمة الفرد فيما بذله من سعيٍ وإنجازٍ وتحقيقٍ للأهداف والمطالب الحسنة، التي ترفع في كثيرٍ من العوامل المشتركة على مستوى الصعيد الديني، والوطني، والمجتمعي، والأسري، وغيره من المنافع العظيمة التي تُترك أثرًا باقيًا نافعًا، حتى بعد رحيله. والأمثلة كثيرة على ذلك.
إن النظر إلى العمر كفرصة للنمو بدلًا من قيود يُضفي على الحياة معنى أعمق. فالإنسان يستطيع دائمًا أن يبدأ من جديد ويتعلم ويُحقق أحلامه مهما كان عمره.
إن فكرة البدء من جديد دائمًا متاحة، ولو أطلت النظر إليها فهي فكرة عظيمة ومُدعاةٍ للأمل، فهي نافذةٍ مُبهجة باطلالتها التي تُزرع بك أملاً وبهجةً وروحًا أخرى جديدة.
العمر رحلة ممتدة تحمل في طياتها الكثير من التحولات والتجارب. ما يهم في نهاية المطاف هو كيفية استغلال هذه الرحلة لبناء حياة غنية بالمعاني، مليئة بالعطاء، والقدرة على التأقلم مع التغيرات. الإنسان هو من يُضفي على العمر قيمته، وليس العكس، كما يتعقد البعض، فهي ليست بالسنوات التي تمضي، بل ماذا فعلت ؟ وماذا تركت ؟ من أثرًا يبقى بعد رحيلك، هنا القيمة التي يفتقدها معظمنا، بل هي امتدادًا لرحلةٍ أخرى.
تعليقات
إرسال تعليق