المذاهب الفكرية المعاصرة وتأثيرها

لطالما راودتني هذه الفكرة، كيف يمكن لشخص تبنّي فكرة لا يؤمن بها، أو جعلت إيمانه حديثًا بها من خلال اقناع بديهي سواءً شفهياً أو كتابيًا، كيف يمكن له أن يتأثر، هل هي غريزة المضيء مع التيار العشوائي؟ ولو كان يجهل غايتها بقصد التحرّر، أم نقص عنده وجعلها أداة للكمال؟

في هذه الورقة البحثية القصيرة لخصت هذه الفكرة  بشكل مختصر حتى تصل إلى القارئ بأكثر وضوحًا وفهمًا. 


أولاَ: تأثير الأفكار المعاصرة في حياتنا:

لقد كان صراعنا الطويل كمجتمع إسلامي مع المجتمع الغربي قديمًا هو السلاح، والان مع العصر الحديث تحول الامر دون السلاح وظهر صراع اقوى وأيسر لهم وهو مصطلح مختصر بعنوان " الأفكار الهدّامة " 

هي هدم معتقداتنا ومبادئنا الإسلامية، التي لم يستطيعوا هدمها بالسلاح

ولعلّ تأثيرهم أصبحَ واضحًا في مجتمعنا الإسلامي وانتشارهم في البلدان العربية التي يجهل كثير منّا كيف التعامل معها وكيف يمكن لنا أن نواجهها بعقيدتنا الإسلامية. 

بكل وضوح، يمكن هدمها من خلال الأدلة العقلية والنقلية. 


ثانيًا: مكونات مسمى المذاهب الفكرية اصطلاحًا: 

1- المذهب: الطريقة المتبعة سواءً كانت مادية أو معنوية علمية أم عملية. 

2- الفكر: إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة امر مجهول. 

3- المذهب الفكري: هو مجموعة من الآراء والأفكار التي يراها أو يعتنقها أو يعتقدها إنسان. 


ثالثًا: نشأت المذاهب الفكرية وبيئتها: 


1- بيئة المذاهب الفكرية: 

لقد نشأت المذاهب الفكرية في البيئة التي تناسبها المناخ المهيأ لها

ومن هنا ندرك أنها نشأت في أوروبا، ولم تكن أبدًا وليدة البيئة الإسلامية وإنما انتقلت إليها فيما بعد، وذلك لأسباب عدة منها: 

1- حفظ الله تعالى لوحيه قرآنا وسنة من التحريف والضلال.

2- تميز العقيدة الإسلامية وتوافقها مع العقل. 

3- الغنية الفكرية والروحية والعاطفية التي ورَّثها الإسلام أتباعه. 


2- أسباب نشأتها: 

1- التحريف الذي طرأ على رسالة عيسى عليه السلام بعد رفعه

2- تأثر الغرب بالحضارة الإسلامية في جانبها الفكري والمدني، وترك الجانب الروحي والخلقي.

3- الخواء الفكري الناتج عن مبادئ الكنيسة وهي لا يقبلها عقل. 




رابعًا: أسباب انتقال المذاهب الفكرية إلى العالم الإسلامي: 

هنالك سببين رئيسيين أدى إلى أسباب سهولة انتقالها منها: 



1- الأسباب الداخلية: 

1- قصور الفهم لحقيقة الإسلام كفهم البعض له على أنه مجرد عبادات أو عادات. الخ. 

2- وجود بعض الطوائف الغير مسلمة في بيئات المسلمين.  

3- التخلف الحضاري المدني والعمراني الذي أصاب أمتنا فدفعها إلى الاستجداء من أعدائها. 

4- افتتان ما يسمون بالمثقفين بالحضارة الغربية ماديا وفكريا. 



2- الأسباب الخارجية:

1- الغزو العسكري الصليبي لاحتلال الاقطار المسلمة. 

2- الغزو الفكري الذي مارسه الغرب لأمة الإسلام. 

3- الإرساليات التنصيرية التي تجيشها الكنيسة الغربية ويدعمها الغرب أمريكي. 



خامسًا: آثار المذاهب الفكرية على العالم الإسلامي: 

وأما آثار انتقالها إلى العالم الإسلامي فقد خلفت كثيرًا من الأخطار منها: 


1- انحراف أفهام الكثيرين من المسلمين عن دينهم. 

2- الانحلال الخلقي الذي دهم الأمة. 

3- تطبيق القوانين الوضعية بديلا عن أحكام الشريعة الإسلامية في كثير من أقطار المسلمين. 

4- إسقاط الخلافة الإسلامية. 


المراجع: 

المقرر الدراسي بعنوان ( العقيدة والمذاهب المعاصرة ) في كلية الشريعة وأصول الدين- قسم العقيدة والمذاهب – جامعة الملك خالد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء العادات

فن التعبير وأداة التواصل

بوصلة الذات