وخلق الإنسان ضعيفا

 كانت الآية الكريمة (وخلق الإنسان ضعيفا) 

آية تحفز المرء على التأمل والانصات لها، بسبب حقيقتها ووضوحها التي نراها في عالمنا الواقعي اليوم، وتلك دلالة واضحة، على أن صفة الضعف، تسكن الإنسان ولا يمكن له الفرار من تلك الصفة، الذي اعتقادًا منه يمكنه التحرّر من ذلك الاعتقاد.

إن الإنسان المعاصر على وجه التحديد، اعتقادًا منه؛ يملؤه القوة والتحكم في الذات والنفس بالشكل الكامل في أمور الحياة. 

مع المدارس الفلسفية الحديثة، وعلوم الطاقة، والعلوم الحياتية الحديثة، ترسّخت في ذهن الإنسان هذه النقطة، الذي يظنُّ أن ذلك على محمل الصواب، وتلك مسألة يمكنه الاعتماد عليها، من خلال مدارسة تلك المسائل المعاصرة، والاعتماد عليها في شؤون الحياة، وتطبيقها. 

وبلا ريب، سيصدم مع الواقع، والحقيقة التي كانت غائبة عنه، والحاضرة في تلك الوسائل التي اعتقادًا منه أنها حقيقة. 

وبالتأكيد، لن يذهب ذلك هباءً منثورًا، ستوّلد تلك الحقائق الصادمة بالنسبة له، اضطرابات نفسية، ستجعله يدرك تلك النصوص وضعفها، وضعف حجتها، توازنًا مع الواقع، وما خلفه، من مشاهد حقيقية غائبة، عن تلك الاعتقادات الخاطئة والهالكة لا محالة. 

وكما أن العادات السلوكية، التي تضبط الإنسان وتضبط أفكاره، وسلوكه. إلّا أن ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع. 

والعادات الصحية الجيدة، بالتأكيد له عوامل نفسية وصحية، تضيف إلى الإنسان، إنسانًا آخر جيد. 

ليس مصطلح الهشاشة النفسية المعاصر، هو من أوجد ذلك الضعف، بل أن ذلك فطرة في الإنسان، الضعف الإنساني، وِجد مع الإنسان. ولا يمكن لهما الانفصال عن بعضهما بعض.  

كما أن ذلك لا يحتاج للمرء أن يبحث عن هذه الصفة/الفطرة، هي بداخلك. 

ولا ريب بذلك، أن الإنسان يشعر بها وبحضورها، في عالمه وعوالمه، وبأحداث الحياة، وتقلباتها، وصخبها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء العادات

فن التعبير وأداة التواصل

شذرات في الحب