مفهوم الصيام
إن مفهوم الصيام من المفاهيم، التي وجب زيارتها أن تأتي كل سنة مرة، وغالبيتنا لا يمارسون هذه الزيارة بكاملها، ما بها من عادات دينية وتعبدية، وكذلك اجتماعية، من زيارات الأقرباء والأصدقاء وغيرهم.
إن مفهوم الصيام من المفاهيم، التي يجب التركيز لها بشكل خاص، لأنه تُعلّم الإنسان الكثير، وتُبنى بشخصيته الكثير من العادات والسلوكيات الحميدة، لأنها تعلمه فن الألتزام، وتعلمه فن الصبر، وتعلمه فن ضبط النفس، عن المكاره والذنوب التي تجرح أثناء فترة صيامه.
هذه حالة جيّدة يجب الرصد لها، لو نخرج من رمضان، وعندنا هذه السلوكيات والعادات الحميدة التي يجب تعلمها الإنسان وممارسًا لها ما بها من زرع أخلاق وتعامل حميدة يحتفي بها الإنسان، لكان خيرًا.
إن مثل هذه المفاهيم الواجبة على كل مسلم في هذه الأرض، الأصل أن ينظر لها الإنسان ما بها من فوائد وعوائد على روح وعقل الإنسان، من تغذية روحية وعقلية، تصحّح من عمليّة الإنسان الحياتيّة التي يغفل عن كيفية تصحيحها.
كما أن هذا المفهوم، له علاقة جيدة مع الإنسان ومناسبة له، حتى طريقة الإنسان من عادات وسلوكيات، تتحسّن من خلال ممارسة هذه العبادات التي شرّعتها الشريعة الإسلامية.
وكل تلك العبادات التي شرّعتها الشريعة الإسلامية، يجب النظر لها وتفحصّها ما بها من خيرات تملئ الإنسان بها من حياة مليئة بالتحسين المستمر وكيفية فهم الحياة وإتقانها، والرضا المستمر الذي يملئ حياته.
كما أن ليس للإنسان فقط الصوم والإمساك عن المفطرات فقط، بل عليه الإمساك والصوم عن الكلمة السيئة، الظن السيئ، الفكرة السيئة، الفعل السيئ، لأنها تلك مشابهة للمفطرات كالأكل والشرب وغيرها من المفطرات.
في هذه الأيام المقبلة علينا، على كل مسلم يجب أن يملئ يومه من عادات وسلوكيات دينية، يجب ألّا يخرج من هذا الشهر، إلّا واكتسب عادةً جيدة تبقى معه طِوال حياته، لأن هذه الأيام المقبلة ليست مجرد أيام عاديّة كغالبية أيام السنة، بل العكس تمامًا، إنها بداية حياة جديدة، وبداية بناء عادات وسلوكيات جيدة جديدة.
كما أن تجربتي الشخصية مع هذا الشهر، هي تجربة ثمينة مليئة بالحكايات والقصص الشخصية، التي انتظر هذا الشهر كل سنة، بكل شغف وحب.
لأنه شهر يُغيّر الإنسان، ويبني مفاهيم وأفكار جيدة في مخيلته ويطورها، وتبقى معه طِوال حياته.
جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه.
تعليقات
إرسال تعليق