العلاقة بين الوحدة والألم
إن العلاقة بين الوحدة والألم، علاقة تبحَّر وارتباط وثيق بينهما، فكل منهما ينتمي إلى الآخر، ويسكن في نفسه، ويمكث بها.
كما أنه لا بدَّ من التفريق بينهما، حتى يكون هنالك رؤية جيدة على الأقل، للفرق بينهما.
فالوحدة شعورٍ قاسٍ جدًا، تشعر وكأنك ولدت للتو، تشعر وكأنك بُعثت إلى هذا العالم لوحدك، لا أحد معك، وحدك من تُناقش نفسك وتحاكيها، وحدك من تنصت إلى نفسك وتهتم بها.
الوحدة بمعناها العام، هي الإنفصال عن الآخرين والعالم، الإنفصال عن كل الأشياء آلت تجعلك مرتبطًا بهم، انفصال عوالمك، عن عوالمهم.
ليست العزلة كما نعرفها، العزلة بما يميزها أنها وقتية٫ وتكون ذات هدف محمود، مجموعة من الإنشطة الروحية والنفسية والجسدية، عكس الوحدة ليس هنالك نشاطًا يمكن الإشارة إليه.
أو يمكن الاستفادة منه، مجموعة من الأنشطة التي تحبط العملية الحياتية التي لديك، عكس العزلة.
الألم، شعور لا بدَّ من تواجده، في عالمك وحياتك، لأن تواجده، هو لأجلك، ولأجل روحك، وتغذيتها.
أرى أن الألم، هو المحفّز الأكبر لجعل كل الأشياء التي تريدها، والتي يجب وجودها وتواجدها في حياتك، هو وجود الألم في حياتك، لأنه يدفعك نحو تلك الأشياء التي تحبها والتي يجب وجودها، بكل قوة وإرادة، ويحفزك على فعل الكثير من الأشياء الجيدة.
كما أنه يُفتّح لك المفاهيم المنغلقة على نفسها، والمشاعر التي لم تحرّر بعد، الألم هو من يكتشفها، ويحاول من معرفتها، للوصول إلى نتيجة مرضية، ونتائج تحاول وتقاوم، من أجل نجاحها.
الألم يجعلك تكتسب من السلوكيات والأساليب، التي يجب اقتناءها منذ زمن، لكنه يجبرك على اقتناءها وتمسّكها، لأن الأمر وجب ذلك، بعيدًا عن الراحة التي كنت بها.
المغزى والأهم من وجود الألم، هو معرفة كيفية التعاطي معه، وإيجاد حلول، تمضي عليها، ومعرفة التغلّب عليه، لا الهروب منه، لأن كل منا يعيش في عتمة الألم.
عش وأنت تشعر بالألم، ولا تعش وأنت تشعر بالوحدة.
تعليقات
إرسال تعليق