فرويد والألم

لا شيء مثل الألم يجعل الناس يتغيرون، في هذه الكلمات يُجسّد الألم الطبيب النفسي الشهير ومؤسس علم النفس الحديث سيغموند فرويد، مُعبرًا عن الألم كقوة داخلية تؤثر  على جوهر الحياة وتغيراتها.

إن الألم بمفهوم فرويد كتب عنه عدة إشارات أُسميها " إنذارات " للحياة وكيفية مواجهتها، يعتقد بأن الألم تنبيه للكائن الحيّ إلى وجود خلل أو تهديد في حياتك وشخصيتك الذاتية الداخلية، وبهذا يحتاج إلى معالجة فورية. 

وأشار أيضًا مُعرّفًا عن الألم وأنواعه وكيفية التفرقة بينهما،  أن الألم النفسي أقوى من الألم الجسدي لِما له من ارتباطات عاطفية ووجدانية في داخل الإنسان، عكس الألم الجسدي الذي نابعًا أو ناتجًا عن إصابة حدثت. 

إن ترابط الألم واللذة كما يُسميها، يرى أن الإنسان باحثًا عن اللذة أو الراحة في عتمة الألم وتواجده، بالنسبة له، ليس إلا انقطاعًا أو تهديدًا لهذه الحالة من التوازن.

إن الكبت الذي نفعله ونمارسه كممارسة أقل ضررًا في حياتنا، ولا تشكل أهمية ولا عبءً على ذواتنا، إذْ إن قمع الرغبات والحرمان منها، هو ولادةٍ جديدة من الألم النفسي، حيث أن هذا الألم ليس شعورًا عاديًا عابرًا بل يتجسّد في أعراض عصابية وأمراض نفسية طويلة الأمد. 

يصف فرويد أن فقدان المحبوب أو انقطاع علاقة عاطفية يولّد ألمًا نفسيًا يشبه الجرح الجسدي، ويستغرق وقتًا طويلًا للشفاء.

الألم هو الإحساس الذي يعلن لنا أننا لم نعد في حالة من الكمال والاكتفاء، وأن الحياة تذكّرنا دومًا بحدودنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء العادات

بوصلة الذات

فن التعبير وأداة التواصل